IMPARARE A LEGGERE
تَعَلَّمْ القِراءَةَ
Hassan Nazha
"For Ibraalhudud"
من حضاراتنا : عمريت عمريت مدينة فينيقية فريدة في العالم ... تضم ملعبا فاق في قدمه أول ملعب أولمبي في اليونان وقبورا رائعة بقيت شاهدا على حياة أهلها وفيها معبد فاض من حوله نبع الحياة. مدينة شقت سفنها عباب البحار فحملت الأرجوان والأبجدية والتاريخ إلى أقاصي العالم. أقام فيها الاسكندر المقدوني عندما حكم الأرض على وسعها. لا يحتاج التنقيب عن كل هذا الإبداع إلا إلى رفع طبقة رقيقة من التراب حتى تبوح ارض عمريت البكر بأسرار تدهش العيون وتأسر الألباب. تقع مدينة عمريت الأثرية جنوبي طرطوس على بعد 7 كم ويخترقها نهر صغير معروف باسم نهر مارتياس وتمتد على مساحة تقدر بعشرة كيلومترات مربعة. وقد قام العالم أرنست رينان عام 1860 بتنقيبات أثرية مبكرة فيها ولاحظ أن المدينة كانت خالية من أي نقوش أو نصوص يونانية ورومانية وكتب " إن غياب النقوش اليونانية واللاتينية يثبت أن مدينة عمريت لم يجدد بناؤها في عهد الإمبراطورية في كل المواضع ". ترجع أهمية عمريت لكونها احتفظت بشخصيتها الفينيقية إلى يومنا هذا وانفردت بذلك عن باقي المدن الفينيقية على امتداد البحر المتوسط. ويتوقع أن تؤدي عمليات التنقيب الحالية إلى الكشف عن الوجه الفينيقي الحقيقي لهذه المدينة التي ضمت إضافة للصروح البارزة كالمعبد والملعب والمقابر مناطق السكن البشري لمدينة ضمت في أوج عظمتها ستين ألف نسمة وتمتعت برقي حضاري رفيع دلت عليه القنوات المائية المكشوفة والمغلقة التي امتدت على مساحات واسعة منها. هل كانت عمريت مهد الألعاب الأولمبية ؟ يوجد في عمريت ملعب فينيقي يبلغ طوله حوالي 225 متر وعرضه 30 متر ويماثل في تصميمه الستاديوم الموجود في أوليمبيا. يعود في تاريخه إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد ويقع على بعد 200 متر من المعبد الفينيقي معبد الإله ملكارت وهو كبير آلهة صور أيضا. كانت الألعاب الرياضية تجري في ذلك الملعب – القريب من المعبد – تكريما للإله ملكارت الذي هو إله الصحة والقوة والرخاء ( اصبح يعرف بهرقل عند اليونان ). فيقام في ذلك الستاديوم كل الرياضات المبكرة المعتمدة على القوة الجسدية كمباريات الجري وألعاب القوى. في عمريت على الساحل الشمالي لفينيقية في مواجهة جزيرة أرواد لفت انتباهي (والكلام للأستاذ لبيب بطرس) ستاديوم فينيقي مهمل لم يكن علماء الآثار قد تحققوا من طبيعته بعد، كانوا قد اعتقدوا أنه مضمار خيل كان يستعمل كحلبة سباق للمركبات التي تجرها الخيول في الأزمنة الرومانية. وصف الجيوغرافي Richard Pococke في عام 1745 هذا الستاديوم قائلا: "هذا المكان قد يستخدم في بعض الرياضات لتسلية سكان أرواد Aradus وطرطوس Antradus وعمريت Marathus القريبة وربما كان حلبة ". عندما أخذ عالم الآثار الفرنسي Ernest Renan على عاتقه دراسة الآثار الفينيقية عام 1860 صرح بنهاية دراسته بأن هذا الحقل (الميدان) الرياضي يعود إلى العصر الفينيقي حين كتب: "إن التوزيع والمقطع الأساسي لهذا الصرح الذي نحن فيه ليس بالتأكيد رومانيا إنه بلا شك ستاديوم فينيقي". وهكذا تأكد أن ذلك الميدان - الحلبة من أصل فينيقي ولكن كان يتوجب الانتظار للتأكد من أنه في الحقيقة حلبة رياضية وليس ميدانا. وبقي الستاديوم الفينيقي في عمريت في الظل شاغلا فقط سطرين في كتابين منتظرا ذلك الشخص الذي سيتعرف ويكشف أهميته في تاريخ تطور الرياضة العالمية . ويرجح القول بأن الفينيقيين قاموا بالمباريات الدينية (الرياضية) قرب الهياكل قبل أن ينتقل هذا التقليد إلى خارج أراضيهم. وهذا ما يؤكده وجود الستاديوم في مدينة عمريت الذي يبرهن على ولادة الرياضات الفينيقية قبل الرياضات اليونانية. كشفت التنقيبات عام 1992 – 1993 عن وجود شبكات من الأقنية المائية على درجة كبيرة من الأهمية، وتتوزع هذه الأقنية بين المنشآت السكنية والمرفأية منها للمياه العذبة وأخرى للمالحة، وبعضها تكسوها الطينة ومغطاة بالحجارة، وأخرى جوانبها ذات إفريز من جهة، ومن الجهة الأخرى لها حروف يستند عليها غطاء فخاري. ولم يتم كشف معظم هذه القنوات بعد لاتساع رقعتها ولكن عمليات التنقيب التي تقوم بها البعثة الوطنية حاليا كشفت جانبا منها قرب بيوت السكن البشري. إن وجود هذه القنوات ولا سيما المغلق منها في الفترة الفينيقية (السابقة للرومانية) يدل على رقي حضاري واضح. معبد الإله ملكارت استشفاء بالماء وطواف بالزوارق وهو ذو طابع فينيقي واضح يتألف من حوض حفر بالصخر طوله 65,33 م وعرضه 50,49 م بينما تتوسط بركة بمقياس 38 × 48 مترا وله رواق وأعمدة وعتبات مزينة منحوتة على شكل رؤوس سباع ذات طراز فارسي. ينحدر منها ماء من سطح الرواق نحو البركة ويوجد في الجدار الشرقي نبع مقدس يضم قناة محفورة في جدارية الشرقي والجنوبي تستخدم للتطهير، وأخرى حفرت في أرض الرواق تستعمل للشرب، بينما يتوضع مصرف المياه في الجانب الشمالي. يتوسط المعبد الهيكل المركزي الذي خصص للإله ملكارت Melcart الشافي من الأمراض. كان الناس يأتون بالأباريق الفخارية لملئها من المياه المقدسة بقصد الشفاء ويجري الطواف حول الهيكل على الأروقة أو بواسطة زوارق صغيرة في بركة الماء المحيطة به. وتجري الألعاب الرياضية لتمجيد الإله ملكارت في الملعب المجاور له والذي سبق ذكره. المعلومات الواردة مستقاة من مقالة عن " عمريت " نشرت في مجلة العاديات (عدد ربيع 2005) الصادرة في مدينة حلب.
Un articolo in arabo su Amrit, una città fenicia, situata nell'attuale Siria a 7 Km da Tartous.